الأحد، 10 فبراير 2013

الشروق أون لاين - موناكو ترفض تسليم "مادام دليلة".. المرأة التي سيّرت الطارف بالأوامر

الشروق أون لاين - موناكو ترفض تسليم "مادام دليلة".. المرأة التي سيّرت الطارف بالأوامر
ناصر في 10-02-2013 21:40

تمكنت يوم الخميس مصالح الأمن بالطارف من
توقيف السيد حسين.ز الذي اشتغل رئيس بلدية
بقبعة الأفلان، ثم الأرندي، قبل أن يقوم رفقة
زوجته باختلاس مبلغ فاق الأربعة ملايير ونصف
مليار عام 2001 وهربا سويا إلى إمارة موناكو، مع
الإشارة إلى أن محاكمة المتهمين في 28 جانفي 2001
تحدثت عن اختفاء أكثر من 13 مليارا من البريد
وهو رقم مهول في تلك الفترة.

ورغم مراسلة الجزائر الانتربول عدة مرات منذ
2006 لتوقيف هذا الزوج وإبنهما فؤاد وكانت آخر
مراسلة بداية العام الجديد، إلا أن إمارة
موناكو رفضت تسليم الجانيين اللذين اتضح
أنهما يمتلكان الجنسية الفرنسية، وخاصة
الزوجة فريدة.ب التي كان والدها حركي ضمن رجال
الدرك الفرنسي في الجزائر المستعمرة وهو
بلقاسم.ب، وكانت السيدة فريدة.ب المكناة باسم
"جاكلين" قد قادت الطارف بكل مسؤوليها، رغم أن
وظيفتها كانت رئيسة مركز البريد فقط، فكانت
هي الآمر والناهي في ولاية الطارف  .
وإذا كانت فريدة وهي من مواليد 28 أفريل 1939
بعين العسل بالطارف، قد رفضت العودة نهائيا
للجزائر، فإن زوجها المنحدر من ولاية سكيكدة،
اشتاق لبعض معارفه، ورغم دخوله نهاية الأسبوع
بجواز سفر فرنسي عبر مطار عنابة، إلا أنه سقط
في الفخ في بيت أحد أصدقائه ببلدية بوثلجة
بالطارف، والغريب أن المتهم كان رئيس بلدية
بوثلجة (البلدية التي ولد فيها الشاذلي بن
جديد) في زمن الراحل هواري بومدين باسم
الأفلان من عام 1975 إلى يوم وفاة بومدين، وكانت
فريدة تسيّر فعلا الطارف ببطاقة خضراء منحتها
إياها السلطات العليا، إلى درجة أنها كانت
تأخذ خزينة البريد إلى بيتها وتعتاش منها،
دون أن يتقدم مفتش بريدي واحد من مكتبها منذ
عام 1995، وتحوّلت السيدة فريدة إلى شبه أميرة
في منطقة عنابة.
وكان المجاهدون وأبناء الشهداء والمديرون
التنفيذيون، يلجأون إليها "مدام فريدة"، وحتى
عندما بلغت سن التقاعد تدخّل والي الولاية في
تلك الفترة وأمر بإبقائها في منصبها، وسار
على نهجه سكان المنطقة الذين نشروا رسالة
مفتوحة للرئيس بوتفليقة في صحيفة عمومية
يترجونه إبقاء فريدة في منصبها للأبد، وأرسلت
فريدة إبنيها الكبيرين إلى موناكو، وتركت
الصغير فؤاد إلى جانبها، فكان يُدخل السيارات
الألمانية من تونس، ويتاجر بها بتواطؤ جمركي
وبأوامر من والدته، وعندما هربت فريدة عبر
الحدود نحو تونس ومنها إلى موناكو، لم تستطع
العدالة حجز ممتلكاتها فقد اكتشف الجميع أن
فريدة وزوجها لا يملكان شيئا، إذ أن كل
الفيلات التي سكنتها والسيارات التي ركبتها
كانت ملكا للدولة أو "لفاعلي خير" من نوع خاص..
ومع أن مستواها لم يزد عن الثالثة ابتدائي،
إلا أنها كانت قائدة في نقابة البريد، وفي عام
1997 ارتأت فريدة أن تقدم زوجها مرة أخرى لقيادة
بلدية بوثلجة تحت قبعة التجمع الوطني
الديمقراطي ولقيت بسهولة الإشارة الخضراء من
أحمد أويحيى، والأغرب أن الأرندي رشّحه لدخول
مجلس الأمة عن ولاية الطارف ليكتشف بعد ذلك أن
الرجل هرب إلى موناكو، بمعنى أنه هو من هرب
ورفض هذا المنصب، وكانت مجرد كلمة من فريدة
تجعل السكان يصطفون أمام بابها وقد جمعوا لها
350 مليون في صبيحة واحدة يوم هروبها، عندما
زعمت أنها ستساعد فقراء وأيتاما وهربت بمالهم
برّا عبر تونس، وفي فرنسا ادعى الزوجان
تعرضهما لتهديدات إرهابية وبقيا في أمان إلى
غاية الخميس الماضي عندما سقط المير السابق
في الشباك
لكن المشكل سوف لن ينتهي هنا فالمصيبة هي وجود الالاف من امثال مدام دليلة 
و شركائها الاوفياء و المخلصين لمهنتهم القذرة 
 فامثال مدام دليلة هناك رجال الاعمال و المدراء و الحراس و حتى القضات و رجال البرلمان